(هذه الرسالةُ = هي النصيحةُ الثانية للطلبةِ| وقَد نشرتُ بالأمسِ رسالتي الأولى )
أما بعدُ يا طالبي ..
فإن راقَ لكَ نُصحي يومَ أمسٍ..
فهذه مجموعةُ نسائمَ جديدةٍ أُهديها لكَ -مع خالصِ وُدي أن تتأملها وتعملَ برحيق نسيمِها- وَقديمًا قيل :”تأمَل = تُدرِك”.
إنَّ زمانَنا هذا الذي نعيشُ به= زمانٌ مُقلقٌ، وحائرٌ ومُضطرِب، تموجُ به الشهوات| وتَعتليه الشُبهات
فكان لا بدَّ أن أوصيكَ يا بني :-
-أحِط قلبَك بهالةٍ من نورٍ إيمانيٍ تحفظهُ من نارِ الشهوةِ أو داءِ الشبهةِ = إنَّ القلوبَ التي تمتلىء بنورِ الله لا ترجعُ خائبةً أبدًا.
-ثمَّ احفَظ قلبَك عن الالتفاتِ، أو أن تطأ قدمك مواطنَ الشهوات = فإن صَنعتَ فقد أحرقتَ نفسكَ بنارٍ مُستعرة لا يكاد لهبيبها ينطفىء سوى برحمةِ وقدرةِ الله!
-يا بُني : لا تأمَن على قلبِك مهما بلغتَ من الصلاحِ والفلاح =فقد يقلبُ الله فؤادكَ من حالٍ إلى حال.
هذا نبيُّك -صلى الله عليه وسلَّم- أعبد أهلِ الأرض ما فترَ يدعو :”يا مقلب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك”.
-وسلِ الله التوفيق دومًا؛ فالموفق السعيد من كان الله معه في كل خطوةٍ يخطوها.
-يا قرةَ عيني: – لا شيءَ كالقرآن يُغذي قلبَك، ويُجدد نفسَك، ويحفظك من الوقوعِ ، وينشر السعادةَ في أرجاء روحِك = فلا تهمله.
أخيرًا يا بُني :-
-من عرف الله في أسمائِه وصفاتِه، وما له من جلالٍ وعظمةٍ = لانَ قلبُه تعظيمًا وتسليمًا، فهلَّا تعرَفت!
-واجعَل الهمومَ همًا واحدًا = همُّ الآخرة
تجِد عونَ الله لكَ في كل سبيلٍ ترتضيه.
والسلامُ عليكَ ممن يحبُّ لكَ الخير.